وضعت معلمة سعودية حداً لحياتها شنقاً حتى فارقت الحياة يوم الجمعة الماضي في محافظة مهدالذهب. المنتحرة السعودية تبلغ من العمر 25 عاماً وهي عروس تنتظر زفافها في الصيف المقبل وقد فوجئ ذووها وطالباتها بالحادثة التي هزت مركز ثرب بمحافظة مهدالذهب وبكا على أثرها العديد من الطالبات بمدرسة الجياسر لمحو الأمية بعد أن اعتدن على تلقي الدروس من معلمتهن منذ أكثر من ثلاثة أعوام في الرياضيات والفقة والتوحيد وغيرها.
بحسب مصادر (الرياض) فإن الحادثة الحزينة وقعت يوم الجمعة الماضي بعد أن أرادت المعلمة الخلود إلى النوم في وضح النهار ومع مرور الوقت لم تستيقظ ما أثار استغراب أقاربها التي تقطن عندهم حيث أن أسرتها في المدينة المنورة وهي تعيش مع أقاربها للبحث عن لقمة العيش في صحراء مهدالذهب وقد قام عدد من اقاربها بكسر باب غرفتها حينها انصدم الجميع عندما شاهدوها مشنوقة ومعلقة في أعلى الغرفة بعد أن لفت (طرحتها ) حول عنقها وربطتها في سقف الغرفة حتى توفيت شنقاً . وبتوجيهات من مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء عوض السرحاني هرعت على الفور فرقة أمنية من محافظة مهدالذهب بقيادة العقيد محمد بن علي الفريدي مدير إدارة شرطة مهدالذهب والأدلة الجنائية بشرطة مهدالذهب والطبيب الشرعي إلى مسرح الحادثة الذي يبعد عن مهدالذهب 150كلم وفتحت تحقيقاً موسعاً عن حادثة الانتحار .
الحادثة المفجعة أعادت للأذهان ما نشرته (الرياض) قبل حوالي عامين عندما أقدمت مواطنة مسنة على الأنتحار برمي نفسها في خزان مياه في مركز ثرب بمحافظة مهد الذهب وهذه المسنة تكون جدة المعلمة التي سارت على نهج جدتها بعد مرور عامين حيث وقع حادث الانتحار الجديد في نفس المنزل الذي شهد انتحار تلك المواطنة المسنة قبل عامين .
المعلمة كفا عبيد المطيري مديرة مدرسة الجياسر ( التي كانت تعمل بها المنتحرة) تحدثت ل(الرياض) بصوت متقطع وحزين بعد أن صدمت من هول الحادثة قائلة : لقد فجعت بوفاة زميلتي ورفيقة دربي بعد وفاتها ولكن ما آلمني حقيقة هو حادثة الانتحار حيث كانت قريبة مني وزميلة منذ ثلاثة أعوام ونحن نعمل معاً ونسافر معا إلى منازلنا في المدينة المنورة كل يوم أربعاء ونعود الجمعة إلى مدرستنا في مركز ثرب بمحافظة مهدالذهب (250كلم عن المدينة المنورة ) وهي لا تشعر بأي أمراض نفسية من قبل لكنها دائماً تسألني لماذا انتحرت جدتي ولماذا أقدمت على ذلك هل تريد النار وكانت دائماً ما تنصح وتحذر الطالبات من خطر الانتحار .
واستغربت المطيري من عدم تحرك الجهات المعنية لدراسة حالات الانتحار في مركز محدود السكان مثل مركز ثرب بمهد الذهب الذي شهد أكثر من خمسة انتحارات خلال عامين فقط والغريب أن جميع الانتحارات في مركز ثرب في حارة واحدة من المركز ما يستدعي دارسة الظاهرة والموقع دراسة شاملة وخاصة بعد أن نشرت (الرياض ) العام الماضي فقط ثلاث حالات انتحار من بينها شابان وجدة زميلتي في نفس الحارة.
وعن الحادثة تحدث ل(الرياض) الدكتور أحمد حافظ استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة قائلاً : للأسف الشديد أن معظم أولياء الأمور لا يهتمون بما يعانيه افراد الأسرة من اكتئاب نفسي أو قلق أو خوف أو أي من المشاعر الداخليه ويجد الكثيرون في مراجعة عيادة النفسية حرجا كبيرا وهذا يجب أن يتغير وتتغير تلك المعتقدات غير الصحيحة ويجب أن نتعلم من الحوادث اليومية لعدم مراجعة الطبيب النفسي فمراجعته لا تعني الجنون. وأضاف حافظ أن الاكتئاب لدى النساء أكثر من الرجال بنسبة 1إلى2 والعمر (من عام 15إلى 25 عاما) هو الأكثر عرضه للاكتئاب النفسي وعادة ما يشتكي مريض الاكتئاب من ألم جسدي ومعلمة مهدالذهب المنتحرة يجب معرفة ما كانت تعاني منه وماهي الظروف المحيطة بها كي يتم تشخيصها .